احذر الانشغال بغير الطريق في موسم العيد
هل سبق لك أن سرحت ببالك وفكرك أثناء قيادة السيارة قبل أن تدرك مقدار المسافة التي قطعتها طوال هذا الوقت دون إنتباه؟ نتعرض جميعاً لنفس الموقف لأنه بالنسبة للكثير منا، تعتبر القيادة أبرز النشاطات اليومية المتكررة. وغالباً، نؤدي هذا النشاط دون التفكير ملياً فيما نفعله دون بذل مجهود واعٍ – كما لو كانت جميع سياراتنا مُسيرة بوضع “السائق الآلي”! ولكن من المفترض أن تصب كل حواسك على الطريق إن كنت تمسك بعجلة القيادة. في إجازة عيد الأضحى، قد يصبح من السهل جدًا الانشغال بغير الطريق; خاصة إن كنت عالقاً في زحام الساعات الأخيرة في محاولة للوصول إلى وجهتك أو شراء مستلزمات العيد!
في الحقيقة، يتسبب الانشغال بغير الطريق في وقوع معظم الحوادث المرورية الجسيمة; لذلك من المهم أن تحافظ على انتباهك وتركيزك خلف عجلة القيادة – من أجل سلامتك وسلامة ركابك وسلامة جميع مستخدمي الطريق الآخرين.
ما المقصود بالانشغال بغير الطريق؟
الانشغال بغير الطريق يعني قيادة السيارة أثناء القيام بأي نشاط يصرف انتباهك بعيداً عن مهمة القيادة الآمنة. بناءً على العديد من الدراسات، يكافح الدماغ من أجل التوفيق بين نشاطين في وقت واحد، ويضطر بدلاً من ذلك إلى القفز بسرعة بينهما، لكنه يفقد الدقة في كل مرة يحول فيها انتباهه من مهمة إلى أخرى. على سبيل المثال، إذا كنت تكتب رسالة نصية وتتحدث إلى شخصٍ آخر في الوقت نفسه; ستفقد مؤقتاً القدرة على متابعة المحادثة أثناء كتابة الجملة. وبالمثل تماماً، لا يستطيع الدماغ التركيز بين قيادة السيارة وكتابة الرسائل النصية على هاتفك الجوال.
فباختصار، هناك علاقة وثيقة بين زيادة درجة التركيز السائق وارتفاع قدرته على تفادي المخاطر في الطريق وأخطاء الآخرين. بالتالي يتمكن السائق من تجنب تعريض حياته وحياة الآخرين للحوادث المرورية. وإذا تطرقنا إلى كيفية الانشغال عن الطريق أثناء القيادة، نجد أربعة عوامل رئيسية مشتتة للانتباه ترتبط بالحواس.
عوامل تشتت الانتباه أثناء القيادة
- بصري: تُعد حاسة الإبصار أداة البث الرئيسة والأهم لسائق السيارة. لا تشح ببصرك عن الطريق وتأكد من التحقق بنفسك من محيط حتى مع وجود وسائل السلامة بمركبتك.
- يدوية: حافظ على التحكم بعجلة القيادة بصورة صحيحة، ولا تعتمد فقط على التقنيات – الحديثة- حتى في السيارات ذاتية القيادة- اعتماداً كلياً!
- ذهنية: عليك أن تبقى متيقظاً في كل الأحوال لتعرف ما يحدث ويدور حولك. فكلما ازداد تركيزك ازدادت قدرتك على تفادي المخاطر، وتجنب خطر الحوادث المرورية.
- سمعية: ينبغي على السائق سماع كل الأصوات المحيطة به، سواء كانت أصوات غير طبيعية صادرة من سيارته أو أصوات السيارات والأشخاص على مقربة من السيارة.
مخالفة الانشغال بغير الطريق في السعودية
يُصنف المروري السعودي الانشغال بغير الطريق ضمن المخالفات المرورية الخطرة، لما تسببه من حوادث جسيمة. كونه يُعد من أكثر الأمور التي تُساهم في تدني مستوى تركيز السائق وعدم قدرته للاستجابة لأي حدث طارئ لا قدر الله.
وأوضح المرور إن الانشغال بغير الطريق أثناء قيادة المركبة مخالفة مرورية كما ورد في جدول المخالفات رقم (3)، ومخالفتها غرامة تتراوح قيمتها بين 300 – 500 ريال سعودي، بالإضافة لتسجيل نقطتين مرورية. والجدير بالذكر أيضاً، إن عدم وجود تأمين سارٍ للمركبة يعد مخالفة مرورية بحسب جدول المخالفات رقم (١). ويمكنك الاستعلام عن صلاحية تأمين المركبة من خلال نظام أبشر وشراء التأمين أونلاين بسهولة من خلال موقع تأميني مختص بمقارنة الأسعار مثل منصة وكيل!
وإذا تطرقنا إلى كيفية الانشغال عن الطريق أثناء القيادة، نجد أوجهاً كثيرة تندرج تحت هذا المسمى من وهذا يشمل كل شيء من العبث بهاتفك الجوال إلى التحديق في الحوادث على الطريق. إليك عدة أمثلة من هذه السلوكيات المرورية الخاطئة التي تشتت تركيز السائق وتبعده عن الانتباه على الطريق أثناء القيادة.
دوافع الانشغال بغير الطريق
قد تكون قيادة السيارة عملية مُربكة خلال إجازة العيد بسبب زحام الطريق والمواعيد; لا سيما إن الكثير من الناس يحاولون شراء لوازم العيد حتى اللحظة الأخيرة، أو السفر من مدينة إلى أخرى لقضاء العيد مع عائلاتهم. كل هذه الأمور من شانها أن تصرف بالك وانتباهك عن التركيز على الطريق، وفي الوقت التي لا نولي فيه اهتمامًا كافيًا لقيادتنا، فإننا نقود بتهور.
استخدام الهاتف الجوال
يُعتبر استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة أهم دوافع الانشغال بغير الطريق. وسواءً أكنت تمسك بهاتفك بصدد اجراء مكالمة قصيرة، أو ارسال معايدة نصية، أو التقاط الصور، أو تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي; فقد لا تتمكن من ملاحظة العلامات المرورية أو المشاة أو حتى بقية المركبات. وتشير الإحصائيات الرسمية أن استخدام الهاتف أثناء القيادة سبب رئيسي في وقوع أكثر من (161.242) ألف حادث سنوياً في السعودية.
ويعتبر استخدام الهاتف أثناء القيادة أمراً خطيراً لأن استخدامه يشغل انتباه حواسك الأربعة كلها. ويقلل من الانتباه المطلوب للتحكم بقيادة السيارة; مما يجعلك عرضة للخطر. وتبين أيضاً أن الساعات الذكية تشتت انتباه السائقين أكثر من الهواتف الجوالة. في حين أن المساعدين الصوتيين كانوا أقل تشتيتًا للانتباه.
وعوضاً عن تشتيت انتباهك، يمكنك استخدام ميزة “تركيز القيادة” المتوافرة في أغلب الهواتف الذكية اليوم. وعند تشغيلها، لا يُسمح باستقبال المكالمات الواردة إلا عندما يكون الهاتف متصلاً بإحدى الأنظمة اللاسكلية، بحيث لا تضطر إلى النظر أو الامساك بهاتفك. ويمكن أيضاً كتم صوت الرسائل النصية والإشعارات للحد من عوامل تشتيت الانتباه ريثما تصل إلى وجهتك.
إعادة ضبط نظام الترفيه والملاحة
في كل مرة ترفع فيها عينيك عن الطريق لتغيير ما تستمع إليه أو الإطلاع على خريطة الطريق، تعرض نفسك للمخاطر!
إذا كنت على سفرٍ أثناء العيد، خاصة على طريق لا تألفه، تأكد من برمجة نظام الملاحة قبل الإنطلاق; من الأفضل دائماً أن تلقي نظرة على خريطة الطريق الذي يرسمها النظام لك للتعرف على مسارك. وبهذه الطريقة، ستمتلك فكرة عامة عن الطريق، وأي جارة يجب أن تسلك وأي المنعطفات والمخارج التي ستأخذ; من دون الاعتماد المفرط على الشاشات.
وفي كثير من الأحيان، قد تفاجئ بأعمال الطرق والتحويلات والاختناقات المرورية على طريق سفرك أو ربما تفوت المخرج; فتضطر عندها إلى البحث عن أسهل وأسرع الطرق للوصول إلى وجهتك بسرعة. وربما قد ترسل رسالة نصية سريعة لإبلاغ الجميع بأنك ستتأخر قليلاً.
يرى الكثير إن القيام بالأمرين في آنٍ واحد أمر سهل ويمكن القيام به في ثوانٍ بسيطة، ليعود بعدها للتركيز في الطريق، ولكن ما إن تشرع في كتابة الرسالة حتى تسمع صوت الصدام! هذه الثواني كفيلة بالتسبب في العديد من الحوادث;يصعب على السائقين تقدير المسافات أو الاستجابة لأي طارئ عند انشغالهم بغير الطريق. والآن بالإضافة إلى التأخيرالتي ستواجه، عليك أيضاً أن تواجه الأضرار التي نتجت عن الحادث وتعويض المتضرر!
تهدئة الأطفال
بحسب بحث جديد أجرته إحدى الشركات المصنعة للسيارات، يسبب تواجد الأطفال بالسيارات تشتت انتباه السائق أثناء القيادة. وقد أدى تشتّت الانتباه بحسب الأهل إلى الإشاحة بنظرهم عن الطريق ورفع يديهم عن عجلة القيادة، أو تجاوزهم الضوء الأحمر، أو نسيان استخدام إشارة الانعطاف، أو الانحراف إلى المسار المحاذي، أو حتى الاضطرار إلى إيقاف السيارة بشكل تام.
إذا كنت تستعد للسفر مع الأطفال خلال عيد الأضحى، أستعد مسبقاً وخطط لإيجاد طرق للحد من نوبات البكاء والشجار والحركة الدائمة. للتمتع برحلة ناجحة، أحرص على أن يحصل الأطفال على قسطٍ كافٍ من الراحة أولاً. فضلاً عن ذلك، يجب تحضير الأطفال قبل الرحلة وشرح أسس السلامة أثناء ركوب السيارة لهم. وللحفاظ على تركيزك عند القيادة، يمكنك إن تشغل وقتهم بالأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية أو بالألعاب أو بالموسيقى أو الطعام.
الشرب والأكل والتدخين
وفقاً لأبحاث إدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة في أميركا (NHTSA)، يزيد الأكل والشرب أثناء القيادة من فرص التعرض لحادث بنسبة 80%. وكشفت إن 65% من حوادث السيارات الوشيكة سببها السائقون غير المنبتهون الذين يأكلون أو يشربون. حيث تزداد احتمالية تعرض السائق لحادث بمقدار ثماني مرات; لا سيما أنه يتطلب منه ترك عجلة القيادة بين الفينة والأخرى لتناول الطعام أو إشعال سيجارة.
ولهذا السبب، يحتسب الأكل أو الشرب والتدخين أثناء القيادة مخالفة في السعودية كونه يعني الانشغال بغير الطريق أثناء قيادة السيارة. فكر فيما قد يحدث عندما تكون إحدى يديك مشغولتين، قد لا تتمكن من تفادي إحدى مفاجآت الطريق غير المتوقعة. وربما يتسبب سكب كوب القهوة الساخنة الذي تحمله في صرف انتباهك بعيداً عن الطريق متسبباً في وقوع حادثٍ غير متوقع لشخصٍ آخر.
التفرّج على الحوادث
الفضول غريزة انسانية، تقف وراءها رغبة بالاكتشاف والمعرفة والاطلاع. عندما نصادف حادثًا على الطريق، من الطبيعي ان نشعر بالفضول تجاه ما جرى. يخفف البعض سرعة السيارة، ويدير رقبته في محاولة فهم ما حدث والبحث عن المصابين.
وتعد هذه السلوكيات من السلوكيات السلبية المرفوضة، التي تتسبب في إعاقة وصول مركبات الإسعاف والمرور والدفاع المدني بأقصى سرعة ممكنة. وأكدت الإدارة العامة للمرور أن التجمهر بمحيط الحوادث المرورية يعد “مخالفة قانونية” وردت عقوبتها في جدول المخالفات رقم (٢).
والتجمهر أثناء الحوادث فضول قاتل، وبمجرد أن تبعد عينيك عن الطريق لثلاث ثوانٍ من الممكن أن تتورط في حادث. فكر كم تستغرق هذه الثلاث ثوان، أغمض عينيك وعد إلى ثلاثة ببطء. 1، 2، 3.. في هذا الوقت، كان من الممكن أن تصطدم سيارتك بسيارة أخرى، أو أن يصاب أحد المارة، أو تنحرف بسيارتك نحو السياج المحاذي. وبالطبع، تتضاعف المخاطر عندما تقوم بحمل هاتفك الجوال لالتقاط الصور ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
التزين وترتيب الملابس
أحياناً يستغل سائقي السيارات الوقت الذي يمضونه على الطريق لإكمال بعض المهام المهملة. مثلاً، في أيام العيد، قد تضطر إلى توفير وقت التجهيز واستغلال وقتك “الإضافي” على الطريق.
يتطلب تعديل الهندام والتزين منك استخدام إحدي يديك أو كلتيهما، بالإضافة إلى قدرٍ من التركيز الذهني واستخدام عينيك لمعرفة ما تفعله. فوضع مستحضرات التجميل أو لبس الشماغ يجعل السائق مشتتاً وغير قادراً على مراقبة الطريق. وجميع هذه الأمور تعد مسببات للحوادث
أفضل ما يمكنك فعله هو السماح لنفسك بقليل من الوقت الإضافي قبل الانطلاق، أو إن تقوم باستكمال كل هذه الأمور في سيارتك المتوقفة بعد أن وصلت إلى وجهتك.
متابعة تجاوزات السائقين المتهورين
يمكن لأي شخص أن يصبح سائقاً متهوراً عندما يكون في عجلة من أمره; وفي وسط الزحام والاختناقات المرورية، قد تُرتكب الكثير من التجاوزات التي تشتت انتباه السائقين الآخرين وتتجاهل سلامتهم.
على سبيل المثال، يقوم البعض بمضايقة المركبات التي تسير أمامهم، والاقتراب منها إلى مسافة قريبة; لإجبارهم على إخلاء الطريق لهم، من خلال استخدام الإضاءة العاكسة والتزمير باستمرار، مما يؤدي إلى تشتيت تركيز سائق المركبة الأمامية وبالتالي يضاعف من خطورة وقوع الحوادث المرورية.
إذا كنت تتعرض للمضايقات على الطريق، من الضروي أن تحافظ على تركيزك قدر الإمكان. تجنب المخاطرة وأفسح الطريق حين تتاح لك الفرصة للانتقال الآمن للحارة اليمين.
في أغلب الأحيان، يُعتبر السائق المسؤول عن صدم سيارة من الخلف المتسبب في وقوع الحادث. حيث تُعد القيادة على مقربة من السيارات دون ترك مسافة أمان كافية مخالفة مرورية. ومن المفترض أن يغطي تأمينه إصاباتك والأضرار التي لحقت بسيارتك.
ولكن، إذا ارتكبت أي خطأ تسبب في وقوع الحادث ، فقد تتحمل نسبة من مسؤولية الحادث أيضاً! إذا كنت تمتلك تأمين شامل في هذه الحالة، فستتمكن من تقديم مطالبة إلى شركة التأمين للحصول على تعويض عن أضرار الحادث، وستعمل تغطية الطرف الثالث على تعويض الأضرار والإصابات التي لحقت بالسائق الآخر.
النعاس والتعب
خلال إجازة العيد، يضطر السائقون إلى القيادة في الساعات المبكرة والمتأخرة بسبب السفر والأنشطة المتزايدة. وغالباً ما يعني هذا السهر وقلة النوم، ويجعل النعاس الأشخاص أكثر عرضة لحوادث السيارات أثناء القيادة.
ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة AAA للسلامة المرورية،فإن السائقين الذين أفادوا بأنهم ناموا أقل من أربع ساعات ليلاً، تضاعف لديهم احتمال المسؤولية عن حوادث الطرق 15 ضعفًا، مقارنة مع السائقين الذين ينامون عدد الساعات الموصى بها يوميا التي تتراوح بين 7 و9 ساعات يوميًا.
وإلى جانب الغفوات المسببة للحوادث، فإن لزيادة النعاس أثناء النهار أعراضاً أخرى مثل انخفاض درجة اليقظة، وضعف الانتباه، وتأخر الاستجابة أثناء القيادة; مما يجعل ردات فعل السائق أبطأ مقارنة مع حالته الطبيعية، وهذا يزيد خطر الوقوع في الحوادث -لا قدّر الله-. لذلك من المهم أن تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم قبل قيادة السيارة. وفضلاً عن ذلك، من المعروف إن بعض الأدوية الموصوفة لها آثار جانبية سيئة بما يكفي للتأثير على قدرتك على التحكم بالسيارة. لذا،تأكد من معرفة ما إذا كانت أي وصفة طبية تتناولها قد تؤثر على قدرتك على القيادة.
للتغلب على النعاس على طرق السفر الطويلة، جرب الاستماع إلى بودكاست أو كتاب – يمكن أن تساعدك الكتب المسموعة في المحافظة على انتباهك. أو أصحب رفقة معك، كي تتمكنوا من التناوب على القيادة دون تعطيل الرحلة. أحرص أيضاً على اخذ فترة راحة بعد كل ساعتين; اخرج وتمدد أو خذ قيلولة قصيرة لاستعادة نشاطك!
كل ما يشغل انتباهك هو مصدر للخطر
ختاماً، تذكر أن القيادة مهمة تتطلب كل انتباهك للإستجابة لأي طارئ. وبوجود ما يشغل انتباهك، ستتأخر في الاستجابة لأي خطرٍ داهم. ختاماً، تذكر إن كل الملهيات خطيرة، ولا يصح للسائق أن يشغل نفسه بغير الطريق مهما بدى الأمر سهلاً بالنسبة له. في إجازة العيد، لا تأخذ إجازة من الالتزام بقواعد المرور النظامية. كن سائقاً مسؤلاً ويقظاً وحذراً! أعمل جاهداً على تفادي كل ما يمكنه إن يصرف انتباهك عن الطريق; حتى لا تتورط في أي حادث خلال العيد وتواجه خسارة أحقية خصم عدم وجود مطالبات فيما بعد.