كيف سيغير الذكاء الاصطناعي صناعة التأمين
Twitter Facebook Pinterest Linkedin Email Whatsapp

كيف سيغير الذكاء الاصطناعي صناعة التأمين

منذ أن أثار تطبيق «تشات جي بي تي» ضجة في عالم الإنترنت في نوفمبر الماضي، لم يتوقف الناس عن الحديث عن استخدامات الذكاء الاصطناعي المرنة! ويعرف الذكاء الاصطناعي بأنه تقنية تستطيع التعلم وأداء المهام وتحسين نفسها تلقائياً دون تدخل الانسان. ويُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة منها التعليم الآلي والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية وحتى تأمين السيارات! حيث تؤكد شركة الاستشارات الإدارية الرائدة “ماكينزي آند كومباني” إنّ تقنيات الذكاء الاصطناعي ستلعب دوراً تحويلياً كبيراً في صناعة التأمين، بدءاً من التعرف على الخطر وتقييمه وصولاً إلى كتابة وثائق التأمين الشامل، وتسوية المطالبات. ولذلك، قررنا أن نسأل نظام الدردشة المؤتمت عما يحمله لنا مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين على السيارات!

كيف سيساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير أعمال تأمين المركبات؟

يعمل قطاع التأمين كغيره من القطاعات على اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعديلها بما يتناسب مع احتياجاته. وفيما يخص تأمين المركبات، تستطيع الشركات توظيف الذكاء الاصطناعي، وفي بعض الدول يتم ذلك بالفعل، في:

  • تقييم المخاطر المرتبطة بكل شخص بدقة أكبر للتنبؤ بالخسائر المستقبلية
  • استنباط احتياجات الأشخاص لتصميم وثائق تأمين مخصصة لهم
  • تبسيط عملية إدارة المطالبات والتعويضات
  • كشف المطالبات الإحتيالية
  • خدمة العملاء على نحو أسرع

تقييم المخاطر وتسعير الوثائق بدقة

كل شيء في التأمين يدور حول المخاطر الذي قد تتعرض لها! فقبل أن تقوم أي شركة التأمين بإصدار أي وثيقة، لا بد لها أولاً من تقييم مستوى الخطر— ويرمز الخطر إلى احتمالية وقوع حادث يُلزم شركة التأمين بدفع التعويضات— لوضع السعر المناسب لتأمين السيارة.

وفي عملية تقييم المخاطر، تُقاس احتمالية قيام حامل الوثيقة بتقديم مطالبة بناءً على إحصائيات الحوادث عبر السنوات الماضية للسائقين الذي يشترك معهم في خصائص متشابهة. وتشمل هذه الخصائص على سبيل المثال، العمر وعدد المخالفات والحوادث، ونوع السيارة المُستخدمة وغيرها.

وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تسمح بالتنبؤ بالسائقين الأكثر عرضة لتقديم المطالبات، إلا أن الكثيرون يرونها طريقة غير عادلة لحساب سعر التأمين; كونها لا تراعي قياس الفروق الفردية بين السائقين. فمثلاً، تفرض شركات التأمين مبالغ أعلى لقاء تأمين بعض السيارات بسبب ارتباط بعض مستخدميها بمعدلات مرتفعة من الحوادث أو المخالفات; مما يكبد بقية السائقين المنضبطين دفع أسعار أعلى سواسية بهم.

دور الذكاء الاصطناعي في تسعير وثائق التأمين

بات الذكاء الاصطناعي عنصراً فعليًا لتسعير وثائق التأمين! حيث بدأت بعض شركات التأمين في الآونة الأخيرة بتغيير الطريقة التقليدية للتسعير والاعتماد على بيانات أكثر دقة يتم جمعها من مصادر مختلفة مثل سلوك السائق القيادة، وحالة السيارة وموقعها، وحركة المرور وما إلى ذلك. ويتم جمع هذه البيانات عبر أجهزة انترنت الأشياء ومن ثم ارسالها لشركات التأمين آلياً. مما يسمح لشركة التأمين بتحديد المخاطر المرتبطة بكل سائق بدقة، بدلاً من الاعتماد على الافتراضات العامة حول مجموعة معينة من السائقين أو السيارات. وبذلك، تتمكن شركات التأمين من تحديد سعر التأمين المناسب لكل سائق بفاعلية وكفاءة.

كما سيساعد الذكاء الاصطناعي شركات التأمين مستقبلاً على تصميم وثائق تأمين سيارات مخصصة ومرنة تناسب احتياجات وتفضيلات العملاء. ولحسن الحظ، لا داع للانتظار طويلاً لاستخدام طريقة ذكية لشراء تأمين السيارة! تستطيع العديد من المنصات والمواقع الإلكترونية أن تحل منزلة أي روبوت ذكي لتقديم أفضل الاستشارات عند شراء التأمين، بدءاً من جمع أفضل عروض شركات التأمين إلى مقارنة الأسعار والمزايا لمساعدة المشتري على اختيار تأمين السيارة الأنسب.

تبسيط إجراءات الحوادث والمطالبات

في الوقت الحالي، يتطلب استكمال اجراءات مابعد الحادث تنسيقًا معقدًا بين العديد من الأطراف المختلفة، ولذلك قد تصبح كل خطوة من الإجراءات عرضةً للأخطاء أو التأخير!

تخيل التالي، بعد وقوع أي حادث مروري عليك انتظار تقرير الحادث لتحديد نسبة مسؤولية كل طرف. بعد ذلك، عليك مباشرة تقدير تكاليف الأضرار التي لحقت بالسيارة وجمع التسعيرات من الورش كي تتمكن من رفع مطالبة إلى شركة التأمين المعنية. ثم الانتظار مرة أخرى ريثما تقوم شركة التأمين بمعالجة المطالبة. وأخيراً، عليك أن تتحلى بالصبر مرةً أخرى أثناء قيام الورشة بأعمال إصلاح السيارة.

كل هذه الخطوات قد تستغرق وقتاً طويلاً، ولكن مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم شركات التأمين بأتمتة عملية المطالبات وتبسيطها; ليتمكن المستخدم من رفع المطالبة وتسويتها مباشرةً من موقع الحادث عبر هاتفه الجوال

تقدير أضرار الحوادث

واستكمالاً، ستستخدم شركات التأمين تقنيات الرؤية الحاسوبية والتعلم العميق — وهما شكلان من أشكال الذكاء الاصطناعي— لتحليل الصور ومقاطع الفيديو للحوادث بهدف تقدير أضرار الحوادث وتسعير تكاليف الورش.

وبإمكان هاتان التقنيتان تحديد ما إذا كانت الخسارة كلية أم جزئية وحساب التكاليف اللازمة لإصلاح السيارات المتضررة بمهارة عالية باستخدام الصور المُرسلة فقط. ثم، تعميد أحد الورش المعتمدة لإصلاح السيارة المتضررة ودفع الفاتورة المستحقة على الفور. ففي حين أن خبير المطالبات قد يستغرق عدة أيام لمراجعة التقارير والمستندات قبل تسوية المطالبة، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تنفيذ المطالبات بصورة آلية دون أن يبذل العميل مزيداً من الجهد والوقت!

مكافحة أنشطة الاحتيال

يعتبر قطاع التأمين من أكثر القطاعات عُرضة للاحتيال والمخاطر المالية. وتتضمن حالات الاحتيال تقديم مطالبات مبالغ فيها أو افتعال الحوادث والأضرار طمعاً في الحصول على تعويضات التأمين. وكان الرئيس التنفيذي لشركة نجم قد كشف في وقت سابق، أن الحوادث التي شهدت شبهات احتيال تجاوزت تقديراتها 600 مليون ريال، مؤكداً أن الشركة رصدت عدداً من حالات الاحتيال، وصلت تقديراتها إلى 100 مليون ريال.

وفي الواقع، لا تقتصر خسائر الاحتيال على شركات التأمين فحسب، بل تمتد آثارها إلى عملاء التأمين أيضاً! إذ تعتبر ارتفاع حالات الاحتيال من أهم مسببات ارتفاع أسعار التأمين في السعودية. وللحد من الخسائر التي تتكبدها شركات التأمين نتيجة المطالبات الاحتيالية، تعمل شركة نجم منذ أعوام على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلات للكشف عن مزاعم الاحتيال تلقائياً.

دور الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الاحتيال في التأمين

وتقوم هذه الفكرة على تدريب نظام الذكاء الاصطناعي على عشرات الملايين من الصور الخاصة بأضرار السيارات أولاً وفهم مسبباتها حتى يتمكن لاحقاً من مقارنة الضرر بالبيانات السابقة وتمييز التناقضات التي تشير إلى المطالبات الاحتيالية. ومع زيادة عمليات الأتمتة، ستسطيع شركات التأمين التعرف فوراً على المطالبات المشبوهة، مثل في حالة شخص يدعي انه اصطدم بسيارة من الخلف في حين أن الضرر الذي لحق بالسيارة يبدو في الواقع ناجماً عن اصطدام السيارة بالرصيف. كما سيتمكن الذكاء الاصطناعي من التوصل إلى تقدير دقيق وعادل لتغطية التكاليف المطلوبة لإصلاح أضرار الحوادث بناءً على المطالبات السابقة.

أهمية الذكاء الاصطناعي بالنسبة لقطاع التأمين

ختاماً، أصبح من الواضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين سيتسبب في نقلة نوعية بالتأكيد! ومن المؤكد مستقبلاً أن يتم دمج الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل تقديم خدمات تأمين السيارات لرفع كفاءة الأعمال وسرعة تنفيذها وتطور أعمال تأمين السيارات بشكلٍ عام. فاستخداماته ستساعد الشركات على جمع المعلومات المهمة أثناء تحديد سعر تأمين السيارة لتقديم خدمات أكثر كفاءة وتحسين رضا العملاء. وسيسهم أيضاً في تبسيط عملية إدارة المطالبات والتعويضات عبر كشف الشبهات الاحتيالية بكفاءة وفاعلية أكبر. والأهم من ذلك كله أنه سيساعد شركات التأمين على تحسين رضا العملاء حيث أنه يقوم بمنح العملاء ما يريدونه بالضبط وقتما يريدون!

هل وجدت ما قرأته مفيداً؟
Loved 1 times
Disliked 0 times