
لماذا لم تنجح السيارات الكهربائية بالانتشار في السعودية «بعد»
نسمع كثيراً عن أهمية السيارات الكهربائية وكونها مستقبل صناعة السيارات العالمية، لكننا لا نرى لها حتى اللحظة انتشاراً في السعودية على الرغم من كونها واحدة من أكبر أسواق السيارات. وبصراحة، لا نظن أننا نعيش على مقربة من توديع عصر السيارات «العادية» بعد! فارتفاع أسعار السيارات الكهربائية وصعوبة الحصول على تأمين شامل بسعر مناسب لهذا النوع من السيارات يزيد من تمسكنا بالسيارات العادية. فيما يلي نشرح بعض الأسباب التي تجعل الناس تفكر مرة ومرتين قبل شراء أو استيراد السيارات الكهربائية إلى السعودية 👇
5 أسباب تُبعدنا عن استخدام السيارات الكهربائية في السعودية
1. الفرق بين أسعار السيارات الكهربائية و«العادية» في السعودية
تواجه السيارات الكهربائية في السعودية عدة أسباب تعيق من انتشارها أولها وأهمها ارتفاع أسعارها وارتفاع أسعار قطع غيارها وصيانتها. وبما أن تكاليفها غالية، فلا عجب أن ترتفع أيضاً أسعار التأمين عليها.
أسعار السيارات الكهربائية في السعودية، وخاصة الفارهة منها، تعتبر مرتفعة بشكل عام. حيث تصل أسعار السيارات الكهربائية من «لوسيد» و«تسلا» إلى 878 ألف ريال، بينما تبدأ أسعار سيارات «بي واي دي» الصينية من 234 ألف ريال 💸🚘
وببساطة، لن يتوجه الناس إلى السيارات الكهربائية إلا إذا كانت خياراً أرخص وأوفر فعلاً. ففي الخارج تعتبر السيارات الكهربائية “إقتصادية” أكثر لأن التوفير في تكاليف استهلاك الوقود يعوض سعرها. ففي أوروبا يدفع السائقون حوالي 8.41 ريال مقابل لتر البنزين، بينما لا يتجاوز سعر لتر البنزين في السعودية 2.33 ريال. ولهذا السبب، تبقى السيارات «العادية» أرخص وأفضل في نظر المستهلك هنا!
2. نطاق قيادتها محدود ووقت الشحن طويل
لا يزال الكثيرون غير مستعدين للاستغناء عن السيارات «العادية» بسبب محدودية مدى سير السيارات الكهربائية، خاصة أن السائقين في المملكة يبحثون في العادة عن سيارة تنفع للخطوط الطويلة والسفر بين المدن.
والمسافات الكبيرة بين المدن— مثل المسافة بين الرياض إلى مكة التي تبلغ حوالي 872.9 كيلومترًا— تتجاوز بكثير قدرة معظم السيارات الكهربائية على السير دون الحاجة للتوقف وإعادة شحن البطارية. ولا تنسَ أيضاً أن شحن بطارية السيارة الكهربائية يستغرق وقتًا أطول بكثير من ملء خزان البنزين!
3. قلّة محطات شحن السيارات الكهربائية في السعودية
وإلى جانب غلاء أسعارها ومحدودية مدى البطارية، تدفع قلّة محطات شحن السيارات الكهربائية في السعودية المشتري إلى التمسك بالسيارات العادية. ففي الوقت الحالي، لا يتجاوز عدد محطات الشحن السريع سوى 20 محطة، 8 منها في العاصمة الرياض.
نقلاً عن صحيفة «الاقتصادية»، هناك توجه لإلزام المحطات، خاصة الموجودة على الطرق السريعة، بتوفير محطات شحن للسيارات الكهربائية.
4. صعوبة التعامل مع أعطالها وضرورة تصليح السيارة في الوكالة
بالإضافة لما سبق، تُثني صعوبة صيانة وتصليح السيارات الكهربائية أي شخص من قرار الشراء. ففي حال تعرضت هذه السيارات لعطل مفاجئ على الطرق، قد يستحيل على سائقها تشخيص وإصلاح المشكلة بمفرده كما هو الحال مع بقية السيارات.
وحتى الآن لا يوجد عدد كافي من ورش الصيانة أو قطع غيار أو حتى فنيين متخصصين في معاينة وإصلاح السيارات الكهربائية في السعودية — وبالتالي قد يكون مصيرك هو دفع مبالغ ضخمة تصليح السيارة في الوكالة.
👀 إذا فكرت في شراء سيارة كهربائية، ففكر أيضاً بشراء تأمين ضد الأعطال الميكانيكية.
تأمين الأعطال الميكانيكية من شركة التعاونية يوفر لك تغطية تأمينية تشمل أجور الأيدي العاملة وإصلاح الأعطال الميكانيكية والكهربائية ابتداءً من 500 ريال في العام
5. السيارات الكهربائية معضلة بالنسبة لأغلب شركات التأمين في السعودية
أخيراً، فإن أحد الأسباب الرئيسية التي تشعر الناس بالتردد هي قلة عدد شركات التأمين في السعودية التي تقبل التأمين على السيارات الكهربائية. .
تشرح مجلة CNN الاقتصادية في تقريرها «السيارات الكهربائية معضلة لشركات التأمين العربية» أن عديداً من شركات التأمين تتجنب تأمين السيارات الكهربائية، لا سيما إذا كانت السيارة بلا وكيل في السعودية بسبب صعوبة توفير قطع الغيار وندرة الورش المختصة بإصلاح مشاكلها وأعطالها.
ومن ناحية أخرى، نجد أن شركات التأمين التي تقبل التأمين على السيارات الكهربائية، ترفع أسعار التأمين الشامل لأنها لا تمتلك بعد سجلاً كافياً يوضح لها الأخطار والحوادث المتوقعة لهذا النوع من السيارات.
نصيحة ✅
مهما كان نوع السيارة، استخدم مواقع مقارنة الأسعار للحصول على افضل وارخص تامين سيارات
ختاماً لا زلنا في «أول الطريق!»
السيارات الكهربائية قادمة لا محالة، لكنها لا تزال في «أول الطريق» لأنها تواجه عدة تحديات أهمها: ارتفاع سعر شراء وصيانة وتأمين السيارة، ومحدودية المسافة التي تقطعها، وقلة محطات الشحن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تغيير عادات المستهلكين في السعودية وتقبل النوعية الجديدة من السيارات يتطلب وقتاً وجهداً. فكما استغرق فرن الميكروويف 20 عاماً للوصول إلى 10% فقط من المنازل الأمريكية، تحتاج السيارات الكهربائية في السعودية لمزيد من الوقت والحوافز حتى تنجح في الانتشار واستمالة الناس نحوها.